المقال السابع عشر
" ما لم يكتبه دكتور أحمد خالد توفيق قط "
هذه المرة ، سأتحدث بطريقة مختلفة إلي حد ما ، عن دكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله ، حينما توفي الدكتور ، في الثاني من إبريل عام ٢٠١٨ ، كنت وقتها بأخر شهور الصف الثالث الثانوي ، و كنت بتلك الفترة عادة ما انقطع عن مشاهدة التلفاز ومتابعة مواقع التواصل ، ليوم كامل أو ليومين متتاليين وأحيانا لعدة أيام ، فلم يردني خبر وفاته إلا بعد فترة من تشييع الجنازة
بخلاف الصدمة والحزن ، كان يراودني شعور غريب بالتفريط ، بالخذلان ، بأنني كان يجب علي فعل شئ ما ولم أفعله ، فلو كنت علمت بخبر وفاته في صباح نفس اليوم مثلا ، ربما كنت سأتمكن من حضور مراسم الجنازة ، لكن الحمدلله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون
سمحت لنفسي بأن أقتبس من أسلوبه ، " أو هذا علي الأقل ما ظننته وقتها " ، نص أحاول به تجاهل ذلك الشعور الذي كان يحاصرني كلما رأيت صورة له أو قرأت إحدي أعماله
فكتبت :-
" رحماك يا الله ...! ألا تتوقف عن الإعتذار يا فتي ؟! ، دعك من هذه المشاعر المستهلكة وتفضل بالإقدام علي أحد الحلول العملية ، كالدعاء مثلا ...... لي بالطبع ، نعم..نعم أزمة صحية ، نعم ...القلب، وماذا عساه أن يكون سوي القلب ! ، هذا ما كنت أتوقعه أو بالأحرى هذا ما كانت تنذر به رائحة النيكوتين المتدفقة من بين أسطري ومن خلف كلماتي ، و أيضا أقر بأنني لم أكن أكمل تلك المقالات العلمية التي تعترف بأننا ظلمنا الكافايين وأنه لا يضر القلب إطلاقا ، فلو أنني كنت أكملها ، لوجدت في نهاية كل مقال حكمة ما علي وزن " الشئ إن زاد عن حده اتقلب ضده " ، فمن البديهي أن تتسبب أطنان الكافايين التي تراكمت بجسدي يوميا لأعوام ، في أي ضرر يؤدي إلي هذه النتيجة ،
" رچفان القلب البطيني " أو " ventricular fibrillation " , حينما يصر قلبك بعناد غريب أن يغير موقعه لأي مكان.... أي مكان خارج صدرك ؛ حسنا ، هل لي بطلب أخير ؟ ، ستجد من بين ما يقارب المليون كلمة ، لفظ جلالة هنا و هناك ، أو حوقلة ، أو بسملة ، أو استغفار ، أي كلمة أو أي فكرة هي ذكر لله ، توقف عندها وأذكر الله ذكرا كثيرا ، ففي نهاية المطاف ، أنا أعلم وانت تعلم ، أن هذا هو أفضل ما يمكن أن أنتفع به الأن من بين كل ما كتبت "
وإن المدقق في طبيعة العلاقة بين الدكتور أحمد خالد توفيق ، وبين قراءه ومحبيه ، ليجد ترابطا غريبا ، كأنه العم الذي يجلس وسطنا في مقهي يتسع لنا جميعا نتسامر ونتحدث عن مشاكل دفع الإيجار والعلاقات العاطفية غير المكتملة وزيادة سعر قرص الطعمية
اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك
يتبع....